بألم لا يوصف، وأوجاع تعتصر القلب، نتابع ما يحدث في معسكر زمزم ومدينة أم كدادة و ابو شوك ،على تخوم الفاشر،ألم يجعل من صوتنا في التنديد ، يهد جدران الصمت المطبق على حرب السودان.
حيث تتعرض أرضنا وأهلنا لعدوان همجي لا رحمة فيه. و حصار طويل ، منع حتى دخول المساعدات و تسهيل النجاة ، يوم الجمعة 11 أبريل 2025، هاجمت مليشيا الدعم السريع الأبرياء داخل مخيم زمزم الذي يضم قرابة ال500,000 شخص، فاقترفت أفعالًا وحشية تاركة الأرض الطيبة تفيض بالدماء. إنها ليست هجمات عابرة، بل استهداف مدروس لمدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة. إن هذه الانتهاكات أكثر من قصف لمأوى النازحين والأسواق. بل هي مجزرة، حيث تم استهداف طلاب خلوة الشيخ فرح، وهم من حفظة كتاب الله، كما تم استهداف وتصفية كوادر طبية مدنية كانت تقدم الأمل لمن لا يجد من يعينه. تسعة من أبطالنا في المجال الطبي سقطوا في تلك الهجمات، والآلام لا تنتهي عند هذا الحد. تم تدمير البنية الصحية والمعيشية بشكل شبه كامل. في ظل هذا الظلم، نعجز عن التعبير عن خسارتنا، ولا نجد كلمات تكفي لاحتواء حجم الفاجعة.
لتبدأ رحلة نزوح سيرا على الأقدام ، أغلبهم من النساء والأطفال وبلغ عددهم 2394 فردا، لتعترضهم قوة من المليشيا و تصفي عدد من النازحين الراجلين.
و في مدينة أم كدادة، نفذت المليشيا مجزرة عرقية ممنهجة، قتلوا فيها أكثر من 56 شخصًا، وهجّروا سكانها قسرًا، بينما أغلقوا جميع شبكات الاتصال، ليمحو أي دليل على جرائمهم.
في هذه الهجمات، كانت النساء في قلب المعاناة، ، قال مصدر شمال دارفور لحقوق الإنسان أنه تم توثيق ربط ١٤ إمرأة وحرقهن بعد تعذيبهن!. لقد تمت تصفية العديد من العائلات بالكامل في عمليات إبادة ممنهجة حسب شهود عيان . أرضنا تئن من ألم الفقد، وقلوب نسائنا تحمل كل ثقل تلك المآسي.
لماذا الفاشر و مخيم زمزم؟
حصار الفاشر واجتياح مخيم زمزم وأم كدادة تطورات محورية في مسار الحرب الدائرة في إقليم دارفور، وسقوط الفاشر تحديداً يُعد منعطفاً خطيراً على المستويين العسكري والإنساني،كما أن موقع الفاشر يجعلها مركزاً لوجستياً للتحرك نحو شمال دارفور (كُتم والطينة) وغرب دارفور (الجنينة).
التحكم في الفاشر يمنح الدعم السريع طريقاً مفتوحاً نحو ليبيا وتشاد للمزيد من الإمدادات التي تصلها من الإمارات الشريك في الجرائم والانتهاكات ضد العزل والمدنيين في السودان.
بدأت الهجمات الأولى على مخيم زمزم للنازحين في أواخر يونيو 2024، لكن الاجتياح الفعلي حدث في يوليو 2024.العديد من ضحايا الهجوم الأخير كانوا قد فرّوا من جحيم الحرب في مناطق أخرى من دارفور، فقدوا منازلهم وأرواحهم في نزاعات سابقة، واضطروا إلى اللجوء إلى مخيم زمزم للنازحين كمأوى أخير . كانوا قد أصبحوا نازحين لعشرين عاما، يحملون معهم آلام الفقد والشتات، يبحثون عن الأمان في مخيماته.
نحن في حركة نون النسوية، إذ نُشاطر الألم مع كل سوداني و سودانية نُعلن تضامننا الكامل مع أهلنا في دارفور، في المدن والمخيمات والمعسكرات.
نؤكد على الآتي:
- إدانة صريحة لجميع الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين الأبرياء، وعلى رأسهم النساء والأطفال، خاصة في مخيم زمزم و ابو شوك للنازحين ومدينة أم كدادة.
- نطالب المؤسسة العسكرية بالتدخل العاجل وحماية المدنيين وفك حصار الفاشر و فتح ممرات إنسانية آمنة للمساعدة في إجلاء المواطنات والمواطنين، وتوفير الدعم العاجل والخدمات الأساسية للمقيمات والمقيمين في مخيمات النزوح واللجوء.
- تقديم الدعم والخدمات الصحية والإنسانية العاجلة للمتضررات/ين.
- دعم المبادرات الإنسانية القائمة لدعم الفاشر المحاصرة والتي تستقبل الفارين من مخيمات زمزم و ابو شوك للنازحين ومدينة أم كدادة.
- المصادر:
- Human Rights Watch, ‘Civilians Around Sudan’s El Fasher Face New Attacks’, 11 April 2025, https://www.hrw.org/news/2025/04/11/civilians-around-sudans-el-fasher-face-new-attacks [accessed 13 April 2025].Human Rights Watch
- UNICEF, ‘At Least 23 Children and 9 Aid Workers Reportedly Killed in Al Fasher, Abu Shouk and Zamzam Camps in North Darfur, Sudan’, 12 April 2025, https://www.unicef.org/sudan/press-releases/least-23-children-and-9-aid-workers-reportedly-killed-al-fasher-abu-shouk-and-zamzam [accessed 13 April 2025].UNICEF
- Al Jazeera, ‘Sudan Paramilitaries Kill at Least 100 People in Darfur Attack, UN Says’, 12 April 2025, https://www.aljazeera.com/news/2025/4/12/sudan-paramilitaries-kill-at-least-100-people-in-darfur-attack-un-says [accessed 13 April 2025].Al Jazeera
- ReliefWeb, ‘INGOs in Sudan Condemn Killing of Civilians and Aid Workers in Zamzam Camp, Abu Shouk and Al Fasher’, 12 April 2025, https://reliefweb.int/report/sudan/ingos-sudan-condemn-killing-civilians-and-aid-workers-zamzam-camp-abu-shouk-and-al-fasher [accessed 13 April 2025].
- The New York Times, ‘Sudan: Zamzam Clinic Staff Killed’, 12 April 2025, https://www.nytimes.com/2025/04/12/world/africa/sudan-zamzam-clinic-staff-killed.html [accessed 13 April 2025].
- لجان مقاومة الفاشر 11 -13 أبريل 2025
