بتجي أسئلة زي دي بالتزامن مع قضايا الرأي العام البتم مناقشتها في المساحات الفيزيائية والإسفيرية، النسويات وين وبيعملو في شنو؟
تتطور الخطاب والحراك النسوي السوداني على مدار حقبات التاريخ المختلفة الإتزامنت دايما مع أجهزة وأنظمة قمعية بتعمل على محاربته وتقليص تأثيره على المجتمع، بي حاجات زي رفض النسوية كإطار ومن ثم معاملة كل ما بداخل الإطار دا بنفس درجة الرفض. وعلى الرغم من كدا بنلقى إنو الحراك النسوي واصل في الدعوة إلى التنظيم، ورفض وإدانة التمييز بالإضافة لمناصرة القضايا المختلفة المحلية والعالمية.
التطور دا مر بي مراحل كتيرة، إبتداء من الإستعمار، ووصولا للديكتاتوريات العسكرية المختلفة، الجات بعده كإمتداد لنفس آلياته. ففي فترة ما قبل إستقلال السودان، ظهرت الحركات الوطنية المختلفة وبرزت وتفردت فيها شخصيات نسائية ناضلت ضد الإستعمار. عقب فترة ما بعد الإستقلال، بدأ تنظيم الحراك النسوي بي الممرضات ثم المعلمات الاتحدَن الواقع الرافض لوجودهن في مساحاته واقتلعن مساحاتهن اقتلاع اتوج بي تكوين الإتحاد النسائي.
جمعيات وحركات كتيرة اتشكلت واتكونت وناضلت لي حق النساء في المشاركة السياسية والإجتماعية وحقهن في التعليم. وبالرغم من المآخذ الكتيرة على الفترة دي إلا إنو تلتها فترة جديدة من النضال والمقاومة ضد نظام الإنقاذ والجبهة الإسلامية، الفترة الشهد فيها السودان نضال وتضحيات كبيرة قدمتها نسويات مختلفات، أسفرت عن تعرضهن للنفي من السودان أو مطاردتهن وإعتقالهن وتشويه سمعتهن.
وأخيرا مع الثورة ضد النظام ده، ظهر التيار الحديث للنسوية السودانية مع ثورة ديسمبر 2018، شاركت فيهو النساء بصورة فعالة في إسقاط النظام، وشفنا فيهو حركة وعي حقيقية بين فئات النساء المختلفة، تجسدت في المناداة الواسعة بي تحول المطالب لي سياسات وتشريعات.
قاومت النساء السودانيات في ثورة ديسمبر أخطار وتهديدات متعددة بصورة أكبر من أقرانهن المشاركين في الحراك الثوري، رغم إستهدافهن بي العنف المبني على أساس النوع الإجتماعي وتهديدات الإغتصاب من الأجهزة الأمنية البتستخدمه كأداة للتخوييف من ناحية، ومن ناحية تانية التهديدات البتجي من الثوار الرجال ذاتهم.
أرجعي ورا، ما تلبسي، ما وقتو.. وغيرها من المواضيع الأثارت الجدل في المجال العام أثناء وبعد الثورة، ولكن بنلقى إنو الحراك النسوي في السودان إتصدى لمحاولات تقويضه وكسر شوكته بشراسة. فقوبلت أرجعي ورا بي خشي اللجنة، وما تلبسي بي الخطاب المناهض لربط الشرف بي أجساد النساء ورفضت وفندت شعارات زي “يا عازة إنتي الساس شرفك محال ينداس”، وما وقته بي وقته ونص.
وما بس كدا، وصلت أيادي التيار الحديث للحراك النسوي السوداني إلى مستوى العمليات السياسية والتشريعية، وشفنا جهود نساء سياسيات في تغيير القوانين السودانية المضنية بحق النساء زي قانون النظام العام وقانون الاحوال الشخصية وغيرهم، على مستويات مختلفة زي وحدة مكافحة العنف ضد المرأة ووزارة التنمية الإجتماعية، رغم ما واجهته النساء ديل من مطبات مصنوعة بفعل النظام السابق والنظام الأبوي المستمر.
وحتى مع التقلبات السياسية المختلفة، ولغاية وصولها لي مرحلة النزاع المسلح، بنلقى مجهودات نسوية واسعة لي نشر الوعي بي إنتهاكات حقوق الإنسان وخصوصا الإنتهاكات والجرائم المبنية على أساس النوع الإجتماعي البتستهدف النساء بشكل خاص، ولي إدراك التغييرات الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية المن شأنها إنها تقوض مجهودات الحركة النسوية والبتعمل على إرجاع النساء لي ما قبل الحراك. وبرضو بنلقى كمية كبيرة من المجموعات والحركات النسوية إتجهت نحو عمليات توثيق إنتهاكات وجرائم الحرب البترتكبها المجموعات المسلحة، متحدين العقبات البتضعها المجموعات دي من تعتيم إعلامي وإستخدام سلطة المجتمع لي إخفائها.
وفي غياب الدولة وتداعي نظامها الصحي والخدمي، ظهرت بوضوح مجهوداتهن للتنظيم والمساهمة من أجل توفير الخدمات الصحية المناسبة للنساء النازحات والمعوزات والاتعرضن للعنف، سواء من خلال تنظيماتهن ومجموعاتهن المختلفة أو بي مشاركتهن في غرف الطواريء. البيعني مواجهة الترسانة العسكرية مواجهة مباشرة ومفتوحة مع ادراكهن لحجم الخطر الممكن يتعرضن ليهو كنتيجة. فبنلقى نساء شجاعات وباسلات زي سهام من غرفة طواريء الجريف غرب الكانت مجتهدة في إنها تسد فجوة الحوجات الإنسانية الخلقها غياب الدولة لتجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع ترسانة الدولة العسكرية وترسباتها ونظامها الأبوي وأدواته القمعية ،إتقتلت برصاصتين في الصدر والرأس بعد مقاومتها الصلبة لاقتحام افراد مليشيا الدعم السريع لبيتهم.