رسالة بومي متيتوا 

نشارككمن موقفًا لمنظمة ILGA بشأن اقتراح تم تقديمه لاستضافة مؤتمرها القادم في تل أبيب. قوبل الاقتراح بمعارضة صارمة أكدت على الاعتراف بالتجربة التاريخية لجنوب إفريقيا مع الفصل العنصري والاستعمار، وتضامنت بشكل لا لبس فيه مع الشعب الفلسطيني وحقّه في الحياة. رفضت منظمة ILGA الاقتراح وعلقت عضوية المنظمة الإسرائيلية التي قدمته، جاء الموقف جراء تضامن واسع، ضغط وانسحاب بعض المؤسسات والمتحدّثات\ين من المشاركة بعد علمهم بالمقترح.

تؤكد بومي متيتوا الأمينة العامة السابقة ل ILGA أن هذا تذرّع غير مقبول، تشير بومي لضرورة مُساءلة العضويّة التي قامت باقتراح دولة الإبادة كوجهة متجاهلةً أصوات المعارضة مما يتعارض مع مبدأ عقد مؤتمر في المقام الأول. نشارك ترجمتنا لخطاب بومي الذي يعبّر عن رؤيتنا للتوجّه التضامني لحراك تحرري. من جانبنا لا نرى تعليق العضويّة كافيًّا، يجب مُساءلة حراكاتنا وكسر الحياد فيما يخص مواقفنا من القضايا المختلفة كالطريق الوحيد نحو عمل مشترك يعزز تضامننا وروابطنا.

 

 

جنوب إفريقيا، 25 أكتوبر 2024

عزيزتي جوليا

في منتصف سبتمبر 2024، وبعد تفكير طويل، قبلت الدعوة لإلقاء الكلمة الختامية إلى جانب رفيق قديم لي، وهو الآن المقرر الخاص الحالي غرايم ريد، ولقد أجريت العديد من المناقشات ن مع رفاقي قبل قبول الدعوة، في ظل العديد من التجاوزات والإغفالات – في العرض والمشاركة والغياب والمكان والسياسة الواضحة التي تشكل هذه الدورة من مؤتمر ILGA العالمي

تضمنت  دعوتكم التالي  “[مؤتمرنا سيتناول أسئلة حول كيفية كسر العزلة وبناء تحالفات عابرة للحركات ونريد أن نفعل ذلك من خلال خلق مساحة للأشخاص الذين جسّدوا هذه المقاربات منذ فترة طويلة. لقد  ربطت طوال مسيرتك المهنية بين العمل على التمييز والتهميش وأنماط أعمق من الظلم وعدم المساواة، ونعتقد أن هذه التجربة ستثري مؤتمرنا بشكل كبير. خلال الجلسة الختامية، نود أن نربط المناقشات التي تجري في مؤتمرنا بالسياق الجنوب أفريقي”.

لذلك رأيت أهمية مشاركة العديد من الرؤى والأفكار  التي ما زلت أنا ورفاقي نتمسك بيها نعتبرها غالية في تشكيل السياسات العالمية لمجتمع الميم مع مؤتمركم وهو . و  أيضًا ، كما هو معروف، أن العديد من الطاقات تُبذل لتقديم “ILGA Pavement Special” مساحة بديلة مفتوحة وسياسية لكل من حضروا\رن مؤتمر ILGA، وكذلك للعديدين\ات في جميع أنحاء مدينة كيب تاون الذين لا يملكون\لايملكن إمكانية الوصول كأفراد من مجتمع الميم.

قبل يوم أو نحو ذلك، عندما قرأنا البيان الصحفي الذي يطرح تل أبيب كخيار محتمل لاستضافة مؤتمركم القادم، قررت أنني لا يمكنني التواجد في مكان يتجاهل تماماً الملايين من الأصوات التي تعارض الإبادة الجماعية باسم عضوية مجتمع الميم، والوحدة، وتكافؤ الفرص. إن إسكات هذه الأصوات النشطة التي تتجاهلها ILGA حتى بمجرد التفكير في استضافة المؤتمر في مكان يمثل نظام الفصل العنصري هو أمر محزن للغاية. هذا ليس مجرد إغفال؛ إنه محو لنضالات الفلسطينيين وغيرهم ممن يعيشون تحت أنظمة قمعية.

وعلى الرغم من أن الكثيرين  داخل إسرائيل يعارضون الإبادة الجماعية، إلا أنني أعتقد أن ILGA لا ينبغي أن تفكر في استضافة مؤتمرها العالمي في دولة فصل عنصري ترتكب إبادة جماعية.

1. إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. وتحتل الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني.  وهي تتصرف بتحدٍ لأوامر محكمة العدل الدولية. وتستمر في التمتع بالحصانة. يجب على منظمات حقوق الإنسان أن تضمن وقف هذه الحصانة. لا يمكننا تجاهل الإبادة الجماعية.

2. أنا من بلد استفاد من التضامن الدولي. ساعدت المقاطعات والعقوبات في إنهاء نظام  الفصل العنصري ووقف تطبيع مع ما كان يحدث في جنوب إفريقيا. يجب أن أ أتضامن مع الشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم. أجد أنه من غير المقبول أن يتم إجراء هذا التصويت في جنوب إفريقيا. هذه البلاد التي لا زالت تتعافى  من وحشية نظام الفصل العنصري وتستمر في المخاطرة بالكثير من اجل التضامن مع مع فلسطين.

3. يذكر البيان الصحفي أن ILGA تترك القرار للأعضاء للتصويت على ما إذا كانت إسرائيل ستستضيف المؤتمر القادم لـ ILGA.  إنه لأمر مخادع أن نتكئ على العملية الديمقراطية دون اتخاذ موقف بشأن من تشمله العضوية التي تسترشد بها تلك العملية.

4. فشلت منظمة ILGA باستمرار في اتخاذ موقف ضد الإبادة الجماعية. لم تطرد “الأعضاء” الذين يدعمون الإبادة الجماعية. كمنظمة تعمل مع الأشخاص الذين يقفون على هامش القانون، والذين تم تجريدهم من إنسانيتهم\هن يتعرضون\ن لأشكال لا توصف من العنف، أؤمن بشدة أن التشابه في نضالنا سيكون واضحًا لنا جميعًا.

5. لا  أعتقد أن إجراء حوار ذي مغزى  ممكن في ظل البيان الصحفي.

لا يمكنني أن أكون جزء من حضور  مؤتمر ILGA العالمي. إن  قراري متجذر في التضامن التاريخي القائم  بين حركات التحرر – خاصة بين النضالات الأفريقية ضد الاستعمار والنضال المستمر من أجل الحرية الفلسطينية. نظام الفصل العنصري هو نفسه  وليس هناك مجال للتفاوض أو التسامح، خاصة من داخل حركة مجتمع الميم. يجب أن نتخذ موقفًا لا لبس فيه ضد أي شكل من أشكال القمع، بما في ذلك “غسل السمعة” الوردي والقومية المثلية.

في هذه اللحظة العالمية من الأزمات المتعددة – الحروب، والإبادة الجماعية، والتراجع عن الحقوق، وتأزم المناخ، وتعميق عدم المساواة – لا يمكننا أن نصمت ونتمنى الأدوات والأنظمة القمعية للرأسمالية، والتفوق الأبيض، والأبوية. نحن مدعوون\ات إلى تطوير أنفسنا وسياستنا واتخاذ مواقف واضحة من أجل حرية وتحرير الشعوب المضطهدة.

شكرًا لكم\لكن

بومي متيتوا  

الأمينة العامة السابقة لـ ILGA

استكشاف المزيد

ستة عشر يومًا لا تكفي في السودان

انقر هنا لتحميل المقالة حملة الستة عشر يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي هي حملة عالمية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات،[1] تجري الحملة كل عام بدءً من الخامس والعشرين من نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وحتى العاشر من ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق

أكمل/ي القراءة

نحو صحافة سودانية حساسة للنوع الإجتماعي

انقر هنا لتحميل المقالة كما هو حال البلاد بالعموم لم تنعم الصحافة السودانية إلا بديمقراطيات قصيرة حاولت عبرها تطوير الممارسة الصحفية ولكن سرعان ما كان الطريق يُقطع بانقلاب عسكري يرتد على ما تم تحقيقه من مكتسبات. كما الانتقالية الأخيرة التي شهدت فيها الحريات الصحفية نقلة نسبية مقارنة بعهود صُنف فيها

أكمل/ي القراءة