في منتصف الطريق إلى الحلم، قيل للنساء في بلادي “لا تحلمن بعالم سعيد” وقلنا، نحن من صنعن هذه الطريق اقتداراً، جسارهً، تمكناً، وتأهيلا، نحن سليلات الابِيّات وبنات النور، نقف هنا بكامل عتادنا و تفاؤل عزيمتنا، للنهوض “بنا” وتمكيننا في جميع اركان المشهد السوداني، السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي و الثقافي، ليس مشاركة فقط بل حضور واعي كُناه، وحق أصيل في التمثيل النسائي في قضايا السلام و نازحات/ لاجئات الحروب وقضايا العدالة الانتقالية، مرورا بمُشكل تعيين ولاة الولايات.
نحن في نون النسوية نؤمن ان قضايا المرأة السودانية، ابتداءً بضحايا الحروب والنساء صاحبات المهن الهامشية، ونساء المعسكرات اللاتي يعشن في ظروف غير انسانية، مروراً بالتمثيل السياسي للنساء، انتهاءً بتمكين المرأة السودانية، كانت و ما زالت هي احد بنود الثورة الأكثر الحاحاً. بالتالي إبعاد النساء من المشاركة في تحقيق هذا البند وبطء تفاعل حكومتنا الانتقالية مع هذه القضية الملتهبة، لا يزيدنا الا تمسكاً، فالنساء فئة قوية بحقها وبعدالة مواقفها.
لدينا نحن النساء حق ٤٠٪ من التمثيل في كافة القضايا والملفات ومناحي العمل، حسب الوثيقة الدستورية، وهذا لعناية قوى الحرية والتغيير والسادة الحكومة الانتقالية، وهم غاضين الطرف عن غيابنا عن المشهد!! بالرغم من حضورنا في بيانات تجمع المهنيين، والتي بدت في هذا المنحى بيان من غير عمل! بل بارك التجمع غيابنا عبر بيانه الأخير.
عليه امّا ان يكون وجودنا عادلاً كريماً موازياً لحجم قضايانا، او فلنعيد رسم خارطة الطريق.
وما دواءنا الا من داءنا!