16 الجنوب العالمي ليست عن الإحترام
تقوم الأمم المتحدة بتخليد ذكرى إغتيال الأخوات ميرابال سنويا في 25 نوفمبر 1960 بتدشين حملة 16 يوم من مناهضة العنف القائم على أساس النوع الإجتماعي وبتختار ثيمة أو شعار محدد يتم مناقشتو، زي “الإقتصاد النسوي”، “الوعي والمسائلة والعمل.. العنف ضد المرأة ينتهك حقوق الإنسان”. وبتشارك في طرح المواضيع دي أكتر من 3.600 مؤسسة في 164 دولة حول العالم.
تم إختيار الإحترام كموضوع الحملة للسنة دي. ومع العلم والتثنية على أهمية المشاركة والدفع في طرح القضايا النسوية المختلفة للفضاءات المختلفة، لكن الضرورة والأولوية القصوى هي الكلام عن المواضيع وثيقة الصلة بالسياق الحالي الذي تواجهه النساء و الانواع الاجتماعية الاخرى الآن.
طرح الإحترام كموضوع لمدة 16 يوم يتم تزامنا معها قتل وإغتصاب والمتاجرة بالنساء في مناطق مختلفة من جنوب العالم هو فعل غير مجدي!
بالرغم من إنو الكلام عن “الإحترام” وتقاطعاتو وإرتباطو بالعنف القائم على أساس النوع الإجتماعي لا يزال واحدة من الحاجات المهمة المحتاجين نتفاكر حولها ونعرفها ونعيد تعريفها بي منظور النسوية والعدالة ولكن لابد من التشديد على إن 16 الجنوب العالمي ليست عن الإحترام.
خلال ال16 يوم دي وقبلها وإلى هذه اللحظة بتعاني النساء من جرائم موجهة ومبنية على أساس نوعهن الإجتماعي
حسب آخر إحصائيات وتحديثات مكاتب الأمم المتحدة نفسها ( UNWomen – UNFPA – UNHCR):
1- السودان:
بتاريخ 12 أكتوبر وصل عدد النازحين داخل السودان بعد 6 شهور من النزاع بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع لي 4.5 مليون شخص نازح داخل السودان، من ضمنهم 105.000 امرأة حامل حالياً. أكتر من 1.2 مليون شخص تقريبا لجئوا لي دول مجاورة زي تشاد، أفريقيا الوسطى، مصر، جنوب السودان، وأثيوبيا. 9 من أصل كل 10 منهمن نساء وأطفال.
2- فلسطين:
بتاريخ 5 ديسمبر وصلت عدادات قتل النساء والأطفال في غزة بعد 7 أكتوبر 2023 بسبب القصف الصهيوني المتواصل والمدعوم بحق الفيتو على القطاع لي 11,997 شخص. تم تهجير ما يقارب 951,490 من النساء والفتيات من منازلهن، وفقدت 2,784 أزواجهن فأصبحن المسؤولات عن أسرهن في أوضاع إنسانية قاسية، بينما في نفس الظروف دي في حوالي 50.000 إمراة حامل بلا وصول لخدمات الرعاية الانجابية
3- اليمن:
في اليمن 4.5 مليون نازح/ة من النساء والأطفال بعد 8 سنوات من إندلاع الحرب بين جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق. ما يقدر بنحو 12.6 مليون امرأة في حوجة إلى خدمات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة بينما في حوالي 7.1 مليون إمرأة ما عندهن وصولية للخدمات المتعلقة بالعنف القائم على أساس النوع الإجتماعي.
4 – سوريا:
بدخول الحرب بين حكومة السفاح بشار الأسد المدعومة من أطراف مختلفة في مواجهة تحالف واسع بين الجيش السوري ومجموعات المقاومة المسلحة في سوريا سنتها ال 13، وصل عدد الأشخاص المحتاجين/ات لي مساعدات إنسانية لي 15.3 مليون شخص ، و 4.2 مليون امرأة في سن الإنجاب. بالإضافة لي 6.8 مليون نازح/ة في الداخل ودا أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم.
5 – الكنغو:
تجدد الصراع في الكنغو على خلفية صراعات سياسية قديمة بيرجع تاريخها لي 1998 و2003 و2016، وبتظهر آخر تقريرات وصول عدد النازحين الداخليين في الكنغو لي 6.1 مليون وعدد اللاجئين في دول أفريقية مختلفة لي 965.800 لاجئ/ة. مع تزايد ملحوظ في حوادث العنف والعنف الجنسي بصورة خاصة.
6- الصحراء الغربية: (تم التحصل على المعلومات المذكورة في هذا السياق بواسطة المنصات النسوية و الحقوقية الصحراوية المستقلة)
الصراع في الصحراء الغربية بيختلف عن الصراعات المذكورة، في إنها دولة إفريقية محتلة بواسطة دولة افريقية عربية (المملكة المغربية).
بتاريخ 1 ديسمبر نشرت لجنة حماية المدنيين الصحراويين (التابعة لتجمع المدافعيين الصحراويين عن حقوق الإنسان) تقرير عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الإرتكبتها قوات الإحتلال المغربي ضد المدنيين والمدنيات خلال شهر نوفمبر 2023. تم تسجيل عدد من الغارات الجوية بإستخدام الطائرات المسيرة (ودا اختراق لإتفاقية جنيف) نتجت عنها وفيات وإصابات خطيرة. وبيتم بصورة مستمرة إستهداف النشطاء والناشطات السياسيين/ات وتعذيبهم في السجون المغربية بي حرمانهم من الحق في الوصول للرعاية الصحية والعلاج وعزلهم عن التواصل الخارجي.
“في ظل استمرار الحصار العسكري والإعلامي والحقوقي المضروب على الإقليم وتواطؤ بعض الدول في مجلس الأمن الدولي”.
كل الإحصاءات المذكورة دي بتعكس حجم الكوارث الإنسانية القاعدة تحصل في بعض دول المنطقة علما بأنها غير شاملة وليست حصر لكل النزاعات في الجنوب العالمي. الأرقام دي بتمثل أشخاص بيعانوا من خسائر فادحة في أوضاع إنسانية مضنية ومجازر مروعة. في مواجهة مستمرة ومباشرة مع تهديدات عالية قد تسلبهمن المتبقي من حياتهمن. ومع ذلك، التمثيل دا ما كفاية لي إظهار وتوثيق معاناتهمن والبيتعرضن/وا ليهو.
إذا كان من الصعب التدخل لإيقاف الحروب والكوارث المدفوعة بالمصالح المتعلقة بالموارد والنفوذ والسلطة، فعلى الأقل تسليط الضوء على معاناة الشعوب الحقيقية هو الأجدى بدلاً من الحديث عن الاحترام في 16 يوم ما وقفت فيها الأنظمة المستبدة و المحتلة عن ممارسة العنف لدقيقة واحدة.