بيان 31/10/2024

في بيان منشور باسم شبكة النساء السودانيّات التمسنا ما نصف بالاستجداء النسوي للمجتمع الدولي بالتدخّل العسكري للتصدّي لعنف متعدّد الأشكال يجري في بلادنا على أيدي عدّة فاعلين كما وصف البيان، توّقفتنا نفس النبرة في بيان آخر ل”المنصة التنسيقيّة النسائيّة لإنهاء الحرب”.

في حركة نون النسويّة نحن نختلف بشكل مبدئي مع هكذا توج وبالتحديد من صدور دعاوى مماثلة باسم النساء السودانيّات، لا نضبط نشأة وآليات عمل هذه الشبكة أو تلك المنصّة لكننا نخاطب مجموعة الحارسات وهنّ الحارسات “لقيم الثورة” اللائي نشرن نص المناشدة بأنّ الحديث باسم الثورة خيرٌ من وهم تمثيل جهات عريضة بمثل هذه البيانات الناكصة عن حق السودانيّات والسودانييّن في سلام وسيادة وكرامة لاينفصلون عن بعضهم البعض.  نُساءلهن وغيرهم: ما الخير المرجو من تدخّل أممي عسكريّ؟ كيف تختلف هذه التدّخلات أو البعثات عن جحافل المستعمرين الذين اجتمعت إرادتنا كسودانيّات وسودانييّن على طردهم منذ عقود؟ باسم “شبكة النساء السودانيّات” كيف غابت أصوات نساء تحت الحصار وأخريات في المهاجر يزغردن فرحاً للتقدّم العسكري للقوات المسلّحة السودانيّة في مناطقهنّ بسبب ما ذقن من ويلات على أيدي مليشيا الدعم السريع؟ أصرّت الشبكة في بيانها أن تكون إحدى مهام التدخّل الأممي المرجوّ حظر السلاح عن “كل أطراف الحرب”، وكان بالأحرى أن تتحدث بصورة مباشرة عن أسلحة القوات المسلّحة لأنه لا يغيب عن عاقل أن المليشيا تأتي بالسلاح بصورة غير رسميّة لن تمنعها عنها أي جهات دوليّة.    

خصصت جهة البيان فقرة كاملة لمناشدة منظمّات مثل الإيقاد ومنظمة العدل الدوليّة لحظر الطيران الحربي واستشهدت بالغارات العشوائية التي تمت الأسبوع الماضي في مدينة الحصاحيصا ومدني دون التطرق للمآسي المضاعفة التي تعيشها تلك المنطقة، قتل المئات، تهجير الآلاف، المجازر والاعتداءات وانتحار النساء خوفاً من الاغتصابات الجماعية التي تقوم بها المليشيا حتّى هذه اللحظة. 

بهكذا خطاب ارتضت هذه الجهات لأنفسهن وبإسم نساء السودان أن يلعبن دور الكشّاف للإمبريالية والقوى الإقليمية الساعية لنسف الثورة، الثورة السودانية في مسارها المتصل منذ ثورة ١٩٢٤ كثورة وطنيّة ديمقراطيّة، ولا يغيب عن إدراك النساء في السودان هذا الدور، وكيف يغيب عن اللاتي يقابلن النار لإطعام الناس في التكايا ودور الإيواء، وعن العاملات في المزارع، والأسواق، وعن الأمهات في “سماءٍ أحمر” بنار الدانات، أو عن المقاتلات عن أنفسهنّ وأهلهنّ في فاشر الميرم وغيرهنّ من بطلات اليومي المعتاد أنهنّ في حساب شبكات وتنسيقيات وحارسات يثقن في “تدخّل أممي عسكري” يحرسهن. 

 مجدّدًا نحن نرفض مثل هذه السياقات المبتورة، ونرفض مناشدة الاستعماريّات الغربيّة بالتدّخل عبر المؤسسات الدوليّة وبعثاتها التي تدّعي إنقاذ المواطنين، ندرك تمامًا أنّه وبدون حل سياسي سيظل النزاع متجدداً بتمثيل أوسع لأجندة تلك الدول ومؤسساتها، وإن أرادت مجموعة أو أخرى مناشدة العالم وإن أرادت الجهات المُناشدة حماية السودانيّات والسودانيين فعلاً فليكن ذلك بإيقاف تدخل حكومة الإمارات العربية المتحدة، وقف دعمها المادي، والسياسي، والتخلّي عن مشروعها الاستعماري في السودان بغرض نهب ثرواته. والشاهد عظيم في غزة عاصمة الحرية في عالمنا أن التدّخل الدولي هو اسم آخر للحرب، وما دعوى حماية دوليّة في عالمنا هذا سوى دعوة للحرب بإسم السلام. 

نؤكد اليوم وغدًا أن السلام هو الطريق الأوحد لبلادنا، صد اعتداء الميليشا ومن تعبّر عن مصالحهم عن السودانيّات والسودانييّن.

استكشاف المزيد

ستة عشر يومًا لا تكفي في السودان

انقر هنا لتحميل المقالة حملة الستة عشر يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي هي حملة عالمية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات،[1] تجري الحملة كل عام بدءً من الخامس والعشرين من نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وحتى العاشر من ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق

أكمل/ي القراءة

نحو صحافة سودانية حساسة للنوع الإجتماعي

انقر هنا لتحميل المقالة كما هو حال البلاد بالعموم لم تنعم الصحافة السودانية إلا بديمقراطيات قصيرة حاولت عبرها تطوير الممارسة الصحفية ولكن سرعان ما كان الطريق يُقطع بانقلاب عسكري يرتد على ما تم تحقيقه من مكتسبات. كما الانتقالية الأخيرة التي شهدت فيها الحريات الصحفية نقلة نسبية مقارنة بعهود صُنف فيها

أكمل/ي القراءة