عبر لسان واحد ومن منافي أورثتنا إياها حرب الخامس عشر من أبريل في السودان نشارككمن “ونستنا” كنسويّات سودانيّات على فنجان قهوة، عشية سنويّتها الأولى، كيف نفكر في السابع من أكتوبر وكيف غيّرت نظرتنا للمقاومة والاستعمار على حد سواء.
كنت في سنتي الابتدائية الرابعة حينما قُتل الشيخ ياسين، كتبت قصيدةً متواضعة عن خذلان الحكّام العرب لفلسطين، أفرزت ذروة غضبي اتفاقًا مع صديقتي وهو أن نذهب بمعيّة أخيها الأكبر للجهاد في فلسطين عن طريق الأردن، لم أفهم سخط أمي عن هذه الخطوة الجريئة.
اليوم أفكّر مليًّا في القصة، كيف أنني في تلك السن لم أكن أعلم شيئًا عن الحرب الاهليّة الأطول في أفريقيا، الحرب الأهلية الثانية في السودان في الجنوب، النيل الأزرق، وفي جبال النوبة!
في نفس الفترة من طفولتي تقريبًا كنت قد طلبت من أمي أن تطرّز اسم شيرين ابو عاقلة على ردائي، شيرين التي أدمى رحيلها الفاجع قلبي وشلّني عن الحركة عدة أيام وسط مناهضة السودانيات والسودانيين لانقلاب عسكري ضد ثورتهم، ثورتي الخاصة، ثورة ديسمبر المجيدة.
في السابع من أكتوبر في العام الماضي شعرت أنه ورغم دعاية التقدّم فالاستعمار اليوم على صلة وثيقة بالنسخ التاريخيّة منه، عبر أدوات متنوّعة تتفق على القهر والعنف، من الاجتياح البرّي للاستعمار الثقافي، على ظهر دبابة، باستخدام مكبّرات الصوت، بانرات الإعلان، باستخدام أموال دافعي الضرائب والمسؤولية المجتمعية للرأسماليات الكبرى، ما زال الغرب يستعمرنا عاقدًا مؤتمرات إغاثة الجنوب العالمي العالمي المنكوب يسارًا، ومبرمًا صفقات السلاح ومُقرضًا الديكتاتوريّات العسكريّة يمينًا في نفس التوقيت.
لم أملك سوى القلق لتقديمه، أتابع الأخبار على رأس كل ساعة، يتصدّر أبناء نفس الأنظمة الاستعمارية المشهد اعتذارًا عن فعائل أنظمتهم، لم أتعاطف حقًّا مع مشهد الطلاب الأمريكان وهم يدينون استخدام أموالهم لدعم الإبادة و قتل الأطفال، لم تعد لدي السعة لرؤيتهم أو سماعهم، يعود التفكير في الاستعمار لذهني، كم من الوقت والمجازر والمجاعات يجب أن ننتظر ليستقيظ ضمير بعض الطلاب الاماراتيين تجاه ما تسبّبه أنظمتهم في حق السودانيين؟ أعيد التأمل في الاهتمام العالمي المنصب على الحراكات الطلابية في الغرب، اعتصامات الطلبة وأساتذة الجامعات، لم كل هذا الامتنان العالمي لوعي متأخر لحد كبير بمقدار تأثير سياسات حكوماتهم و الدور الذي تمارسه في تعقيد الأوضاع في أماكن بعيدة عن أوطانهم ؟
أهداني السابع من أكتوبر نظرة جديدة لوقائع قديمة متجدّدة. تأملت الاستعمار المفردة الانجليزية الأكاديمية، والاحتلال تعبير الجنوب العالمي عن اغتصاب الأرض عنوةً وما بينهما التضامن ومحدداته، فبينما تختلف آثار الاستعمار بحسب عوامل يحددها المستعمر وتخص مصالحه ودرجة وحشيته ، لا تزال درجة لوننا ولغتنا ودياناتنا التي نعتنق تلعب دورًا في تحديد القدر الذي سنتلقى من التضامن.
لطالما امتلكنا مقدّمات مثل ضمان التشابه الشكلي بين الأمة المكلومة والمستعمر الأوروبي للحصول على نصيب مقدّر من المناصرة الدوليّة، يعني ذلك بالطبع أن الأمم تُعزل وتُهمّش ويُيطبّع مع بقاءها في حالة حروب ومجاعات و نزوح، كلما ابتعدت عن الملامح الاوروبيّة.
رغم استصحابنا لهذه العدسة إلا أننا تطلعنا إلى فرص تعاون تنبذ الاستعمار كمنهجيّة. تفائلنا بحراك ينظر بشكل تقاطعي، ويتناول مشاكلنا ويدعم مجتمعاتنا إيمانا بمبدأ جماعية النجاة والمقاومة.
بعد عدة ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي وأمام قنوات التلفاز في الأيام الأولى لطوفان الأقصى، كنت أنسى أحيانًا أننا كذلك نرزح تحت حرب ونحتاج المساعدة.
كانت جنوب أفريقيا من الدول الأولى التي قامت برفع قضية في محكمة العدل ضد “اسرائيل” مقدمة الأدلة والبراهين التي تؤكد ارتكاب الكيان لجرائم إبادة، حينها كان الفلسطينيون يطلبون النصرة من عرب ومسلمين توقفوا عن الإلتزام الفعّال تجاه القضية الفلسطينيّة منذ عدة أجيال. إنني أفهم التضامن الأفريقي مع خاصرة العرب النازفة في فلسطين، يدرك الأفارقة جيّدًا معنى أن تكون محتلًا.
لكن لم أفهم أي احتلال يستحق التضامن بالمنطق العربي، أهو احتلال الأراضي العربية؟ أم احتلال الأراضي العربية من غير العرب؟ هل يكفي حديثنا باللغة العربيّة لكي يدين العرب احتلال أرضي من قبل عرب آخرين أكثر عروبةً منّا؟
في استدعاء العلاقة الشائكة مع عروبة السودان، أذكر أصداء موافقة حكومة السودان على التطبيع مع إسرائيل، تظاهرت بمعيّة الآلاف يومها في الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة، لم تشفع لنا قنابل الغاز المسيل للدعم وسيطان العساكر عند المتابعين العرب للقرار الرسمي لحكومة سودانيّة غير منتخبة، طالعنا بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي: ” ما باقي إلا العبيد”
المقاطعة.. مساحة أرحب للتضامن
منذ بدء الدعوات للمقاطعة كأداة مقاومة اقتصاديّة سياسيّة ورغم قصور فعاليتها في سياق متأثر بعقوبات اقتصادية لأكثر من 30 عاما، لكننا التزمنا بشكل واسع بالمقاطعة بمفهوم أشمل يمتد ليقاطع التجمعات المدنيّة والسياسيّة التي تتعاون حتى مع دول داعمة للاحتلال. عندما راجت الدعاية القائلة بكون الشركات الرأسمالية روافع اقتصادية لملايين العمال وعمّا سيكون أثر المقاطعة على دخلهم و على حيواتهم وعما إذا كانت ستؤدي لتسريح العاملين\ات وغيرها من مظاهر نجاح المقاطعة في تحقيق أهدافها، هاجمنا هذا الخطاب الذي لا يرى مشكلة في تحكم المؤسسات الرأسمالية في مصادر دخلك لتوجيه رأيك وانتمائاتك، ولا يرى كونها مؤسسات يجب تحجيمها لا الحفاظ عليها ودعمها. ما زالت المعركة مستمرة ضد الأدوات، والمؤسسات والمفاهيم لا فقط من يمثلونها. أستدعي تاريخ المقاطعة كأداة وأتذكّر كيف قاطعنا المنتجات الدنماركيّة والفرنسيّة والأمريكيّة، الخطوط القطريّة، ثم المنتجات التركيّة والإماراتيّة، أفكر في الجدوى السياسيّة لهذه الأفعال دون مقاومة اقتصاديّة، لم ولن نملك قرارنا بالمقاطعة السياسيّة لنظام ما دون أن نمتلك استقلال اقتصادي تام عنه. من دروس المقاطعة المستفادة كانت التذكير بمن تخدم مصالحه ثقافتنا الاستهلاكيّة؟ أين وكيف ننفق أموالنا؟ في سياق السودان بالتحديد يحدَثني صديق “مُقاطع” من ولاية كسلا شرق السودان أنّ المقاطعة هناك لا تتطلب سوى الاستغناء عن “البيبسي”، يقول: أشرب القهوة محليّة الصنع، لا مأكولات سريعة ولا علامات تجارية تصل هنا على كل حال، يدفعني ذلك للتفكير في سياق السودان المتأخر كمصدر قوة! كفرصة أكبر للتحرر من قيود الاستعمار، لسنا بحاجة لمقاطعة شيء لا نملك الوصول إليه في المقام الأول.
شجّعت المقاطعة الصناعات المحليّة وحركة التبادل التجاري بين الدول الافريقيّة مجاورة، نضيف خسائر للنظام وندعم اقتصاداتنا المحلية وننقذ البيئة في آن.
كنت لأحب العمل في حملات مقاطعة لأجل السودان! أحاول تنحية إحساسي بالغضب من التهميش والتجاهل جانبًا وأفكر في وحدة المصير والنضال وأستمّر طواعيةً في المقاومة، ليس من أجل فلسطين أو السودان أو من أجل الكونغو فقط، من أجلهم جميعًا ومن أجل شعوب أخرى لا نعلم عنها ما يكفي، ضد مؤسسات تقتلنا بأرباح استهلاكنا لمنتجاتها، يشعلون الحروب في أرضنا، يسرقون مواردنا ويصدرون لنا ما صنعوا باستخراج ما نهبوه من أرضنا، و يتهموننا بالإرهاب والبربرية عندما نقاوم، نحن نقاطع كل هذه الحلقة الاستعمارية الشريرة.
حروب جديدة؟ أبعاد جديدة لنسويّتنا..
عندما اندلعت حرب السابع من أكتوبر العام الماضي لنخسر غزّة كما خسرنا الخرطوم منذ أشهر، شعرنا أننا نعيش حربين في نفس الوقت واحد، لتلك الدرجة كان ارتباطنا كسودانيّات قوياً بقضايا تحرير فلسطين، لكن انخراطنا في التضامن كشف لنا عن حرب أخرى لطالما كانت مستمرة بداخل سياق الحرب والنزاع المسلح، أرتنا هذه الحرب أننا قد نعاني جميعًا من ويلات الحروب ولكن لغتنا، عرقنا، لون بشرتنا، ديانتنا وانتمائنا السياسيّ ما تزال مهمة لكي تُرى مآسينا على الأقل.
أذكر الكوفيّة التي ترتديها صديقتي في مظاهرات الخرطوم، أذكر جمع التبرعات لدعم صندوق الشهيد في فلسطين وتأبين شيرين أبو عاقلة وسط الخرطوم، كان الجنوب ينزف عندما كانت الخرطوم المليئة بالجنوبيين تنظّم المسيرات للتضامن مع فلسطين، اليوم الخرطوم تنزف، فارق بعض أصدقائنا الحياة، عائلاتنا مشتتة، مدننا مدمرة وأطفالنا جوعى وبلا مستقبل.
لا نندم على الخطوات التي سرناها لأجل غزّة لكننا نفهم ما كانت جوبا تشعر به إزاء التجاهل، ما زلنا على جانب فلسطين من التاريخ لكننا تعلّمنا التضامن النقدي المشروط، لسنا عبيدًا لأحد، لسنا متظاهرين احتياطيين، نحن كذلك نستحق التضامن ولن نخجل أو نعتذر عن تسمية كل من تخاذل عن نصرة شعبنا العربي الأفريقي المسلم غير المسلم المتحرر المحافظ وأي هوية أخرى نرضاها لأنفسنا.
التضامن وسط النزوح واللجوء.. فاقد الشيء يعطيه ؟
تعتبر الجارة الحدوديّة للسودان أوغندا من أوائل الدول التي استقبلت أعدادًا ضخمة من النازحين/ات واللاجئين/ات السودانيين والسودانيات، عبر جميع المنافذ وعبر تسهيلات واسعة لطبيعة الأوراق الثبوتيّة التي يحملونها وصولاً للمعسكرات والمدن اليوغنديّة.
في المقابل تعد أوغندا داعم رئيسي لإسرائيل، داعم لميليشيا الجنجويد في حرب السودان عبر تسهيل إيصال الأسلحة جوًا من الإمارات.
بين مبدئية الموقف وهشاشة الحال وجدنا أنفسنا في مواجهة أخلاقية حقيقية هل نقاوم سياسات أوغندا الخارجية الداعمة لإسرائيل ولحرب السودان؟ أم نتغاضى عن المواقف السياسيّة لأكثر دول الجوار مرونةً في قوانين اللجوء للسودانيّات والسودانيين؟
كيف سيكون تأثير ما سنقول على التسهيلات التي تقدمها نفس الحكومة المطبّعة لشعبنا الذي يكتوي بنار الحرب بين جنرالين مطبّعين لا تكاد تميز أيّهما أكثر صهيونيّة!
قبل عام من الآن ووسط نشوة تسديد الضربات للقاعدة العسكرية الغربيّة والمستوطنة الأقبح راودني قلق أن يفقد العالم اهتمامه بالسودان، لم يكن اهتمامً واسعا على كل حال ولكنني استنكرت هذه المخاوف بالتساؤل من نحاول أن نستجدي؟ عدوّنا واحد، نحن وشعب غزة كلانا يموت الآن.
وعرفت أن الاهتمامات تتغير عند الناشطين/ات تبعاً للسياق، وبدأنا التعريف والمناصرة بحرب 7 أكتوبر بنفس القدرة والقوة والاهتمام بحرب السودان.
عبر عام حدث ما حدث ، وغاب السودان، لم نقصّر في واجبنا بحمله بيننا، لم نتوّقف عن الحديث عنه، لم نفطن فقط لحقيقة انتقائية التضامن ومعاييره. رويدًا رويدًا لم أنتزع فلسطين من داخلي ولكنني أعدت موضعة نفسي منها ومن العالم، لا يمكنني الإنكار أن هذا التجاهل ولد حزنًا وإحباطًا كبيرًا بداخلي، ولكنني لم أركن ولم ألقِ باللوم على أحد، لدي التجربة ولن أُلقّن التعريف. بعد عام على حرب غزة وعام ونصف أتحسس بخجل جذوري وصلاتي الأفريقية، بالمقابل لم تكن “أفريقيا” في انتظار اكتشاف السودانيين/ات المتأخر لعضويتهم المعلّقة في النادي العربي .
أنحّي عروبتي جانبًا وأواجه قضيتي وحدي، الاتصالات مقطوعة عن نصف السودان، الذي لا تغطي الكهرباء أكثر من نصفه بالمقام الأول وبلا حرب، حتى وإن عادت الاتصالات لا أحد يتبرّع للاجلاء، للغذاء، للأدوية والفوط الصحيّة سوى السودانيّات والسودانييّن أنفسهم، على انسداد أفق التضامن معنا وشح مواردنا علينا كذلك التعامل مع تعقيدات أورثتنا إياها ديكتاتوريات عملنا بجد لإسقاطها. فالعالم لم ولن يعد النظر في وضعنا على قائمة الدول الراعيّة للإرهاب بسبب استضافة السودان لأسامة بن لادن في التسعينات، والادعاءات الدولية بدعم مسارات تمويل المقاومة الفلسطينية المسلحة، ثلاثون عامًا من العقوبات والحصار الاقتصادي.
بعد ثورة ديسمبر قام الشعب بسداد فواتير الأنظمة السياسيّة وخدمة فائدة الدين، تم رفعنا من قائمة العقوبات لكن لم الشركات المالية الكبرى تتحمّس لإعادتنا للنظام المصرفي العالمي. الآن وسط حرب، كسوادنيات/يين خارج السودان، أوقفت العديد من الدول بالفعل معاملاتنا المالية واستلام الحوالات بالتحديد لحملة الجوازات السودانية، عراقيل أكبر عبر الحدود والمطارات وبالطبع لا تأشيرات للاجئين .
كفاعلات سودانيات، لم نغب عن التضامن مع الجميع، حضرنا المحافل وأرسلنا برقيات العزاء وآيات التضامن الممكن، أبصارنا موجّهة نحوكم منذ طفولتنا، العرب، المسلمين، حتى ما يحدث في الغرب الأبيض، حياة السود مهمة؟ التنكيل بالناشطين في مصر؟ شبح الدكتاتورية في تونس؟ الثورة السورية في مواجهة محور الممانعة وحزب الله؟ فور وصولنا لاعتصام القيادة العامة بالخرطوم نظمنا المواكب الرافضة لمشاركة السودان في العدوان على اليمن تحت رغبة بترودولار الخليج. فيما أسميه بمراجعات الحرب انتبهت أيضًا لشروط التضامن الذي نستجديه من مائدة العرب،
نعرف أحياءً فلسطينيةً أكثر مما نعرف عن المدن في تشاد، نعرف عن احتلال الجنوب اللبناني والجولان السورية أكثر مما نعرف التهجير والإبادة في الكونغو. فيما أسميه بمراجعات الحرب انتبهت أيضًا لشروط التضامن الذي نستجديه من مائدة العرب، عندما بدأت حسابات بنشر فيديوهات الاغتصاب كدليل على فظائع جرائم الحرب في السودان. وتصدّت النسويّات السودانيّات لذلك بالتذكير بكرامة الناجيات/الضحايا وحقهن في الخصوصيّة في سياقنا المحافظ شديد العنف وطالبن بإزالة هذه الفيديوهات، جاءت الردود على شاكلة : (كيف تريدون من العالم العلم عن حربكم و كالتضامن معكم من دون أن تسمحوا بنشر الدلائل).
حاولت مرارًا الاستثمار في هذه العلاقة التضامنيّة لكن وقتما طرحت التحديات الإنسانية على شاكلة قضايا الصحة والتعليم والحقوق الجنسيّة والإنجابية علمت أن مناصرتنا لا تعدوا التأمين على حقّنا في الحياة وعدم التعرض للاغتصاب. على مدار عام وما يزيد نشرنا تقارير وأوراق بحثية، قمنا حتى بترجمتها للتعريف بالسياق، وحشد المناصرة، ولم نحصد الاهتمام.
يعلم الكثيرون عن ميليشا الجنجويد التي تروّع المدنيين اليوم والتي تعمل بالوكالة للامارات وارتباطها الواسع بالكيان الصهيوني.
إن ارتباط مصالح اعدائنا يحتّم علينا وحدة النضال ضدهم. لم ولن ينفصل الاحتلال الاستيطاني في فلسطين، نهب موارد الكونغو، عزل الصحراء الغربية وعن أطماع القوى الامبريالية في موانئ السودان وذهبه.
في السابع من أكتوبر نتساءل عن أممية النضال وعن كون الحدود ترابا، في ذكرى حرب غزة التي لم ينسها وإن لم يتدخل العالم لإيقافها أطالب بتذكّرنا، ألّا ننسى تحت هدير الترند وألا نختزل في “طعامة” المطبخ السوداني و”الليلة بالليل نمشي شارع النيل” ، شارع النيل محتل، النيل أسير والمجاعة تحدق بالسودانيين والعالم يتركهم وحدهم.